عنّا

منظمة الدعوة الإسلامية

كانت الثورة الإسلامية قد انتصرت للتو، وبدأت شتلة نشر الإسلام المحمدي الأصيل تُزهر لتوها. كان للتبليغ والرأي العام أهمية بالغة، ورغم اختلاف الإعلام عن معناه اليوم، إلا أنه لعب دورًا رئيسيًا وحيويًا. وكان ذلك هو الدافع وراء ولادة "مجلس الإعلام الإسلامي" في بداية شهر تير من عام 1360 (يونيو/يوليو 1981) بأمر من الإمام الخميني (رضوان الله عليه)؛ وهي مؤسسة وسّعت نشاطها بعد فترة، وتحديدًا في 14 فروردين 1368 (3 أبريل 1989)، بأمر من الإمام الراحل عظيم الشأن، لتُعرف باسم "منظمة الإعلام الإسلامي"، واستضافت في مسيرتها أسماءً كبيرة ولامعة، من اسم الشهيد الرفيع الشأن حقاني والشهيد عباس شيرازي، إلى شخصيات عظيمة مثل آيات الله مهدوي كني، وإمامي كاشاني، ومحمدي عراقي، وجنتي وغيرهم.

طوال هذه السنوات، كانت منظمة الإعلام الإسلامي واحدة من أهم مؤسسات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مهمة نشر الإسلام المحمدي الأصيل؛ إسلامٌ وقف في وجه كل القراءات الإلحادية والمنحرفة، وكان مرشده في هذا الطريق شيخ جماران (الإمام الخميني رضوان الله عليه) ورفيقنا الخراساني (قائد الثورة الحالي، حفظه الله تعالى).

لقد كانت أسرةً انطلقت منذ البداية في مجالات تمتد من التبليغ التقليدي للإسلام الأصيل إلى الفن الملتزم للثورة الإسلامية، ورغم مرورها بصعود وهبوط مختلف، إلا أنها كانت دائمًا من أهم المؤسسات الإعلامية والدعوية الرائدة والمؤثرة في الثورة الإسلامية.

مرت السنوات، وتغير الزمن، واختلفت متطلبات الثقافة والفن والإعلام والتبليغ على مدى هذه العقود حتى يومنا هذا.

أما اليوم، فإن أسرة منظمة الإعلام الإسلامي، وهي أكثر حيوية من أي وقت مضى، تسعى جاهدة لمتابعة دورها من منظورين: الأول هو لعب دور فاعل في المنظومة الثقافية للبلاد من خلال معاهدها وهيئاتها التابعة وأسرتها، والثاني هو دعم التيارات الشعبية لنشر الإسلام المحمدي الأصيل.

وبالفعل، تلعب أسرة منظمة الإعلام الإسلامي دورًا أكثر حيوية واتساعًا من أي وقت مضى في المنظومة الثقافية للبلاد. من مجال الكتاب، حيث تنشط "مؤسسة الكتاب" مع دور نشر معروفة مثل "أمير كبير" و**"سوره مهر"** و**"دار الطباعة والنشر الدولية"** و**"صاد"** و**"الخوارزمي"، إلى مؤسسة التبليغ الديني التقليدي التي تستخدم تقنيات جديدة مثل "منظومة شمع" والكتب المحتوائية التي تنتجها النوى الشعبية للمبلغين، بالإضافة إلى مفاهيم جديدة مثل "نظام إمام المحلة" و"مهرجانات مهرواره"** التي تسعى لتعريف الناس والأحياء برؤية جديدة تتمحور حول المسجد ودور الناس في الحوكمة، وتعمل على تحقيق هذا الهدف تحت مظلة "مؤسسة هدايت".

الفن والإعلام أيضًا، اللذان يختلفان الآن كثيرًا عن أيام الثورة الأولى، يتم متابعتهما بأشكال وصيغ ومحتوى جديد داخل أسرة منظمة الإعلام الإسلامي. الأفلام السينمائية لـ "المجمع الفني (حوزه هنري)"، بعد فترة من التراجع، أصبحت الآن تتابع رسالة الثورة الإسلامية في مختلف القضايا، وبمحتويات تتناول قصص بدايات الثورة الإسلامية والدفاع المقدس، وصولًا إلى الأسرة السليمة والنظرة الموجهة لحل المشكلات الاجتماعية، فقد أصبحت أعمالًا لافتة وتحظى باهتمام في الفعاليات الفنية السينمائية المرموقة في البلاد مثل مهرجان فجر السينمائي. كما تلعب وسائل إعلامنا الآن دورًا في هذه المنظومة بزي واستراتيجية جديدة وعصرية. يسعى موقع "تبيان" بإنتاجاته القصيرة والجميلة إلى التأثير في الفضاء الإلكتروني، وتفكر صحيفة "طهران تايمز" و**"وكالة مهر للأنباء"** بنفس جديد في الوصول إلى مكانة إعلامية جادة ومهمة على الساحة الإعلامية الداخلية والدولية، وتحاولان أن تكونا مؤثرتين. كما يلعب "المركز الفني الإعلامي نهضت" ببرامجه وإنتاجاته القصصية القصيرة المتعددة دورًا جادًا في إنتاج المحتوى الثوري بمعايير إعلامية عالية. وهل يمكن مثلًا تجاهل دور برنامج مثل "محفل" في رفع معايير صناعة البرامج ذات المحتوى القرآني؟

كما تتم متابعة منظومة التواصل لمنظمة الإعلام الإسلامي مع شبكة ذاكري أهل البيت والهيئات والمجالس الدينية في جميع أنحاء البلاد بروح جديدة في "منظمة الهيئات والتجمعات الدينية"، والتي تتراوح من توفير محتوى جاد وأكاديمي في أجواء الهيئات إلى المساعدة في تحديث المهام الاجتماعية والثقافية للهيئات الدينية.

وتتقدم منظومة الأنشطة المخصصة للناشئة أيضًا على مستوى أعلى من أي وقت مضى، فبالإضافة إلى "منظمة مدارس صدرا"، تدعم "مؤسسة الناشئة التابعة لمنظمة الإعلام الإسلامي" التيارات الطلابية الجديدة مثل "بنات الحاج قاسم" و**"نوآوين"** وغيرها.

وبالطبع، هناك "المجمع الفني (حوزه هنري)" وعالم من الإنتاجات والفعاليات الفنية الرائدة والمهمة التي يمثل كل منها عالمًا من الأحداث الكبرى ويتطلب مجالًا أوسع للحديث عنه، والذي سعى في السنوات الأخيرة باستراتيجية "ما وراء طهران" إلى تجاوز العاصمة وإشراك المحافظات والمدن في جميع أنحاء البلاد في الفعاليات الفنية المهمة.

هل ترون؟ إن دائرة جمهور أسرة منظمة الإعلام الإسلامي تشمل طيفًا واسعًا، من الجمهور العام الذي يشاهد التلفزيون، إلى الفنانين والجمهور الخاص الذي يتابع المسرح والفنون التشكيلية، والأسر التي تتعامل مع الكتب ومجلدات الناشئة، وكل أولئك الذين عاشوا تجربة التنفس في أجواء المجالس الدينية. إن المؤسسات والهيئات والكيانات التابعة لأسرة منظمة الإعلام الإسلامي أصبحت الآن كل منها أشجارًا باسقة منهمكة في لعب دورها في المنظومة الثقافية للبلاد، وتستضيف جمهورًا يمتد على اتساع إيران كلها، من العاصمة إلى القرى الحدودية، ومن أطفال ومراهقي جيل الألفين وعشرة إلى كبار السن في هذا الوطن.

الآن، وفي "الخطوة الثانية" لنهضة نشر الإسلام المحمدي الأصيل، تسعى أسرة منظمة الإعلام الإسلامي لأن تكون الداعم والسند الفكري والبنيوي للتيارات الشعبية التي هي صاحبة الثورة وهذه النهضة السماوية. هذه هي مهمتنا الأهم: أن نلعب دورنا كهيئة متخصصة في مجال نشر الإسلام الأصيل في مختلف الميادين لدعم وإسناد وتسهيل التيارات الشعبية في هذه النهضة الشعبية. نهضة تتقدم بروعة واتساع وعظمة، متجهة نحو الشمس، نحو النور.

محرم
آیکون توانخواهان

T

T